
شمس برس/ جنيف (رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن ثلاثة مستشفيات في شمال قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل طلبت المساعدة في إجلاء المرضى، مضيفة أن الخطط بدأت لتلبية الطلب كما عبرت عن أسفها لأن القيام بذلك سيحرم المرضى من المستشفيات التي تمثل طوق نجاة لهم.
وتعرضت المستشفيات للقصف في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وتوقفت جميع المستشفيات في الجزء الشمالي من القطاع عن العمل بشكل طبيعي على الرغم من استمرارها في إيواء بعض المرضى الذين لم يتمكنوا من الفرار وسكان غزة النازحين.
وقال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي بجنيف “نحن ننظر الآن إلى ثلاثة مستشفيات في شمال القطاع طلبت الإخلاء، ولكن السؤال المهم هنا، إلى أين سيذهبون؟ لا يوجد مكان آمن”، مضيفا أن المستشفيات بالجنوب ممتلئة بالكامل وتعاني من عجز.
وأردف أن طاقم المستشفى هم من تقدموا بهذا الطلب خوفا على حياتهم.
وقال “هذا يعني أن الوضع على أرض الواقع أصبح خطيرا للغاية لدرجة أن الخيار الوحيد الذي تبقى لهم هو مواجهة الموت المحتم حيث تتعرض المستشفيات لهجوم… ويعد حرمان الناس من الرعاية الصحية بمثابة حرمانهم من ملاذهم الأخير وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية. وهذا ما يحدث في الوقت الراهن”.
وقال إن المستشفيات الثلاثة هي مستشفى الشفاء، الذي تم إنقاذ مجموعة من الأطفال منه، والمستشفى الإندونيسي والمستشفى الأهلي. وأضاف “حتى الآن ما زال الأمر في مراحل التخطيط ولا يوجد المزيد من التفاصيل”، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب تنسيقا وثيقا مع أطراف الصراع لضمان عدم تعرض القافلة لإطلاق نار كما حدث للصليب الأحمر الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود الطبية الفرنسية الخيرية.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من خطر “تفشي الأمراض على نطاق واسع” الذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات وفيات الأطفال في القطاع ذي الكثافة السكانية العالية حيث يتكدس آلاف الأشخاص في أماكن إيواء مكتظة.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم يونيسف “إذا استمرت القيود على حصول الأطفال على المياه والصرف الصحي في غزة وعدم كفايتهما، فسنشهد زيادة مأساوية، يمكن تجنبها تماما، في عدد الأطفال الذين يموتون”.
وأضاف أن حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت بالفعل إلى عشرة أضعاف المتوسط الشهري قبل بدء الصراع.
وقال عارف حسين، من برنامج الأغذية العالمي، إن الناس في غزة يحصلون على ما بين لتر إلى ثلاثة لترات فقط من الماء يوميا، وهو أقل بكثير من المعايير الدولية لحالات الطوارئ وأضاف أنه لم تصل زجاجات مياه للنازحين في شمال قطاع غزة منذ أكثر من أسبوع مما يثير مخاوف خطيرة بشأن الجفاف.