
شمس برس/ كعادة نظام الملالي الحاكم في إيران، يجهز الفخاخ للشعب ثم يسقط فيها النظام، على غرار محاولاته لإشغال الناس بالبحث عن لقمة العيش في ظل الفقر المتزايد، وانشغالهم عن محاربته والانتفاضة ضده، في حين انقلب السحر على الساحر وأصبح الفقر قوة تدميرية تعصف بهذا النظام.
إن (إيران الملالي) هي المكان الذي تحاول فيه شهوة السلطة السياسية للحكومة تحت ستار الدين وما ينتج عنها من شر، تغطية جميع الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في ظل ضجة سياسة الحفاظ على النظام، لقد كان الاقتصاد الإيراني المريض للغاية دائمًا تحت تأثير الدمار السياسي الذي سببته دكتاتورية الولاية المطلقة، وخلق الظروف المعيشية الأكثر خطورة ضد الحياة الطبيعية للشعب الإيراني، إن نتاج الدمار السياسي ونتائجه المتبادلة هو الفقر وتكاثره وتوسعه في المجتمع الإيراني.
يستخدم مركز أبحاث نظام الفقر كسلسلة على أيدي وأقدام حياة ومعيشة الشعب الإيراني، وترتكز استراتيجية هذه السياسة على استراتيجية مفادها أن ظهر الشعب يجب أن يكون دائما منحنيا من أجل توفير لقمة عيشه من أجل الإجابة على سر البقاء، حتى لا يكون لديه القوة للوقوف ومواجهة استبداد الحكومة والطبقة الحاكمة.
إن الإجابة على القاعدة الديالكتيكية على هذه الخدعة والاستراتيجية التي اتبعتها غرفة فكر نظام الملالي هي أنه من المفارقة أن هذا “الفقر” نفسه قد أعد الكمين والخطر للنظام، إن الارتفاع السريع للفجوة الطبقية يشبه السيف الذي يمر عبر بنية النظام، فيقطع ويقطع ما تبقى من عمره، الفقر يزرع البارود في أسس هيكل نظام الملالي.
يمكن ملاحظة أنه على عكس الاستراتيجيين في مركز فكر النظام الذين يريدون تثبيت الجزء الأكبر من المجتمع الإيراني وحبسه بعامل الفقر، أصبح الفقر أحد أكثر العوامل السياسية التي تؤثر على حركة الإطاحة واسعة النطاق.
وفي الأخبار والتقارير في اليومين أو الثلاثة أيام الماضية، اتسع نطاق الفقر لدرجة أن حكم الملالي واجه ظاهرة هروب المرضى من المستشفيات، وقد تفاقم الفقر والعدم حتى وصل بعض فئات الشعب إلى الدائرة الحتمية لسر البقاء.
وفي 5 تشرين الأول/ اكتوبر نشرت صحيفة (هم ميهن) تقريرا عن ظاهرة (الهروب من المستشفى) المذهلة، جاء فيه :” لقد تزايد هروب المرضى من المراكز الطبية بسبب عدم القدرة على دفع المصاريف.. وربما أعداد المهاجرين أيضا أكبر بسبب عدم وجود تأمين، ارتفاع أسعار الأدوية ونقصها، وارتفاع تعرفة العديد من الفحوصات والأشعة، فضلاً عن تكاليف الإقامة في المستشفيات، دفع بعض الأشخاص إلى تقييد علاجهم أو مغادرة المراكز الطبية دون دفع الرسوم بعد تلقي الخدمات الطبية “.
هذا التقرير لصحيفة (هم ميهن) هو أيضاً يظهر سجل حكومة رئيسي، التي كان من المفترض أن تبني ملايين المنازل، وتنمي الاقتصاد، وتخفف من حدة الفقر، وتصنع الجنة في إيران! .
ومع ذلك، فإن السجل على أرض الواقع، بعيداً عن 45 عاماً من الكذب والضجيج، أصبح حقيقة أنه في العقاب الديناميكي الذاتي، أصبح الفقر المنظم ضد شعب إيران الآن قوة سياسية ضد حكم الاقلية الاستغلالي، إن طبقات المجتمع الإيراني الفقير هي القوة المركزة والإمكانات المتزايدة للقوة التدميرية، التي تستهدف مرتكبي الجرائم والنهب والاستغلال والنفاق، من الأعلى إلى الأسفل، من خلال تمردهم وانتفاضتهم وثورتهم الشاملة والحتمية.