
شمس برس/ الخليل (الضفة الغربية) (رويترز) – قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قوات الأمن الإسرائيلية قتلت يوم الجمعة تسعة فلسطينيين وأصابت عشرات في مواجهات في أنحاء الضفة الغربية بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من نحو نصف سكان غزة مغادرة منازلهم.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة ومنافستها فتح في الضفة الغربية الفلسطينيين إلى تنظيم مسيرة تضامن مع القطاع المحاصر الذي تقصفه إسرائيل بكثافة ردا على هجوم لحماس على بلدات بجنوب إسرائيل يوم السبت. وقتل أكثر من 1700 فلسطيني و1300 إسرائيلي على الأقل.
وطلبت إسرائيل يوم الجمعة من جميع المدنيين في النصف الشمالي من غزة، أي أكثر من مليون شخص، الانتقال إلى الجنوب خلال 24 ساعة، وحشدت دباباتها استعدادا لهجوم بري متوقع. وحذرت الأمم المتحدة أن هذا لن يحدث “دون عواقب إنسانية مدمرة”.
وفي لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الأردن يوم الجمعة، قال محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا، إن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة سيشكل تكرارا لما حدث عام 1948 حين فر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو طردوا مما أصبح الآن إسرائيل.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن التصعيد في غزة فاقم أعمال العنف التي كانت تتصاعد منذ أشهر في القدس الشرقية والضفة الغربية حيث قتلت القوات الإسرائيلية 43 فلسطينيا على الأقل في اشتباكات منذ يوم السبت.
وفي الخليل، خرج آلاف الرجال والنساء إلى الشوارع، ملوحين بأعلام حماس وفتح. ورفعوا لافتات كتبوا عليها بالإنجليزية “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” و”الرأسمالية الأمريكية مدمنة حرب”.
وفي مدينة نابلس الشمالية، اشتبك شبان مع الجيش الإسرائيلي، وقلبوا سيارات وأضرموا النيران في إطارات وصناديق قمامة لإغلاق الطرق. وحتى بعد ظهر يوم الجمعة، كان مسلحون فلسطينيون ما زالوا يخوضون معارك بالأسلحة النارية مع جنود إسرائيليين في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية التي تمارس فيها السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد للتصعيد في الضفة الغربية، ووضع قواته في حالة تأهب قصوى وشن مداهمات اعتقال وأحبط هجمات محتملة.وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل اعتقلت 60 شخصا على الأقل في الضفة الغربية يوم الجمعة، من بينهم قادة في حماس.
وتريد السلطة الفلسطينية إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وأصبح هذا المطلب بعيد المنال الآن عن أي وقت مضى مع توسع المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفصل التجمعات السكانية عن بعضها وتوقف مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة.
وأدان عباس العنف ضد المدنيين وقال إن السلطة الفلسطينية ستواصل العمل السياسي لتحقيق أهدافها. وقالت بيانات لحركة فتح التي يتزعمها عباس إن للفلسطينيين الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود ومواجهة الجيش الإسرائيلي.