شمس برس/ مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الشعبية في إيران التي انطلقت في أيلول/ سبتمبر 2022، لجأ نظام الملالي الى استخدام شتى الأساليب القمعية في محاولة منه للحيلولة دون عودة المظاهرات.
ومن بين الأساليب القمعية التي يستخدمها النظام زيادة الضغط على المتعاطفين مع منظمة مجاهدي خلق وأقارب أعضائها، على غرار قيام النظام بعرقلة الإفراج عن السجينة السياسية مريم أكبري منفرد، التي تقترب من نهاية حكمها الأصلي البالغ 15 عاماً.
تم اعتقال أكبري منفرد في عام 2009 وتم تمديد حكمها لمدة عامين إضافيين، إلى جانب غرامة قدرها 150 مليون ريال، كجزء من حكم جديد صادر بالغياب من فرع المحكمة الجنائية في سمنان. بشكل مروع، خلال فترة احتجازها البالغة 14 عاماً، لم يتم منحها إجازة ليوم واحد حتى لعلاج طبي.
تم تنفيذ إعدام ثلاثة من إخوة أكبري منفرد وشقيقتها في نظام الملالي، حيث تم إعدام المجاهد عليرضا أكبري في عام 1981. واستشهد المجاهد غلامرضا أكبري أيضًا تحت التعذيب في عام 1985، وتم إعدام عبدالرضا ورقية أكبري من مجاهدي خلق خلال مذبحة عام 1988 مع حملة إبادة طالت أكثر من 30,000 سجين سياسي، بإشراف إبراهيم رئيسي، الرئيس الحالي للنظام.
وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت السلطات النظامية مرضية فارسي وفروغ تقي بور، اللتين كانتا سابقاً سجينتين سياسيتين ولهما أقارب هُم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق إيرانیة في أشرف 3. تم نقلهما إلى سجن إيفين ومنعهما من حقهما في التواصل مع عائلاتهما. ويتعرض أقارب ومؤيدون آخرون لـمنظمة مجاهدي خلق أيضاً للاضطهاد المتزايد من قبل السلطات النظامية.
في الوقت نفسه، يزيد النظام أيضاً من الضغط على عائلات المحتجين الذين قتلوا على يد قوات الأمن النظامي خلال انتفاضات عام 2022 في جميع أنحاء البلاد. في الأيام الأخيرة، تم اعتقال العديد من أقارب المحتجين الذين قتلوا على يد النظام من قبل سلطات النظام، وتم تهديد آخرين من قبل النظام وتعليمهم بعدم إقامة مراسم تأبين لأحبائهم، ويقوم عملاء النظام بتدمير وتدنيس قبور المحتجين القتلى خلال احتجاجات العام الماضي، تحولت جنازات وتأبين شهداء الانتفاضة إلى مناسبات للاحتجاج ضد النظام، والنظام يخشى أن تتحول هذه المراسم إلى احتجاجات معادية للنظام.
وحذرت منظمة العفو الدولية مؤخرًا من أن ” السلطات الإيرانية قامت بتعريض عائلات الضحايا للاعتقال والاحتجاز التعسفي، وفرض قيود قاسية على التجمعات السلمية في مواقع القبور، وتدمير النصب التذكارية للضحايا “.
وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية :” إن قسوة السلطات الإيرانية لا حدود لها، في محاولة شريرة للتستر على جرائمها، إن السلطات تفاقم عذاب عائلات الضحايا ومعاناتها من خلال منعها من المطالبة بإرساء العدالة والكشف عن الحقيقة، والحصول على التعويض، أو حتى من زرع الزهور على قبور أحبائها، مع اقتراب الذكرى السنوية للانتفاضة، تخشى عائلات الضحايا أن تستخدم السلطات أساليبها القمعية المعتادة لمنعها من إحياء ذكرى أحبائها “.
ويستعد النظام أيضاً للاحتفال بالذكرى السنوية للمظاهرات من خلال زيادة التدابير القمعية في الجامعات، التي أصبحت واحدة من أهم بؤر الانتفاضة.
لقد أقال النظام العديد من أساتذة الجامعات الذين لا يتفقون مع آراء النظام السياسية، في الوقت نفسه، لجأت قوات الأمن إلى اعتقال وطرد وتخويف الطلاب وتنفيذ تدابير أمنية أخرى داخل الجامعات استعدادًا لبداية العام الدراسي.
وفي الأشهر الأخيرة، تم طرد عدد كبير من أساتذة الجامعات من جامعات مثل شريف، طهران، علامه، ملي، آزاد طهران، آزاد كرج، الزهراء، كردستان، الخليج الفارسي، فردوسي مشهد، فنون، سورة، تبريز للعلوم الطبية، حكيم سبزواري، باهنر كرمان، جهرم، آزاد سنندج، العلوم الطبية في إيران، آزاد قم، وأصفهان. ووفقًا للطلاب، تلعب الجهات الأمنية دوراً مركزياً في جميع قرارات الجامعات، وقوى القمع تحاصر الحرم الجامعي.
ومع ذلك، لم تثنِّ قيود النظام القمعية الشعب الإيراني وأعضاء حركته المقاومة عن جهودهم للإطاحة بحكم الملالي الاستبداديين. كما يردد أعضاء وحدات المقاومة في كل ركن من أركان إيران :” الحل الوحيد هو الثورة “.
