
ليس هناك من معارضة سياسية إيرانية تمكنت من أن تلفت النظر إليها بإعتبارها تمثل وبصورة عملية بديلاً للنظام الديني المتطرف القائم في إيران، کما هو الحال مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، إذ أنها الى جانب کونها تواجه النظام وتخوض صراعا ضاريا لأکثر من 4 عقود، فإنها لاتكتفي بتسليط الاضواء على المشاکل والمسائل السلبية التي يعاني منها الواقع الايراني فقط بل إنها تقوم أيضا بطرح حلول حاسمة لها، وإن برنامج السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ذو العشرة بنود نموذج ودليل عملي وفعلي على ذلك.
من نافلة القول إن الاهتمام بالبرامج والطروحات السياسية على الصعيد الدولي لأية معارضة وطنية ضد نظام دکتاتوري، يعني بأن هذه المعارضة تجسد آمال وطموحات الشعب وتعبر عنه بصدق، وبرنامج السيدة مريم رجوي، ذو العشرة بنود لفت أنظار الأوساط السياسية والاعلامية في العالم بإعتباره يضع اليد على أهم المشاکل والمسائل السلبية التي يعاني منها الواقع الايراني، ولذلك فإن تزايد الدعم والتأييد الدولي لهذا البرنامج يٶکد مرة أخرى مصداقية وواقعية کون المقاومة الايرانية بديلا للنظام الإيراني.
في يوم الخميس الموافق 23 فبراير 2023، زار النائب البرلماني ديفيد جونز، الوزير السابق لويلز وبريكست، ورئيس اللجنة البريطانية لإيران الحرة، والنائب بوب بلاكمان، معسكر (أشرف 3) في ألبانيا، وأجريا محادثات مع السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من أجل نقل السلطة إلى الشعب الإيراني، وخلال الزيارة، قدم السيد جونز والسيد بلاكمان للسيدة رجوي بيانا موقعا من 250 عضوا من كلا مجلسي البرلمان البريطاني من جميع الأطراف لدعم انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وخطة السيدة رجوي ذات النقاط العشر لمستقبل إيران وإيران الغد الحرة. وهذا التطور يعد منعطفاً مهماً من حيث زاوية التعامل الدولي مع برنامج السيدة رجوي وذلك من أجل نقل السلطة إلى الشعب الإيراني، علما بأن برنامج المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد وضع قبل ذلك أساسا ما يمکن أن يمهد لعملية إنتقال السلطة الى الشعب الايراني بکل سلاسة وشفافية.
إن المواجهة والصراع الضاري الذي خاضته المقاومة الايرانية ضد النظام الايراني وعدم ترکها لساحة الصراع والمواجهة بل وحتى إنها قد وسعت من دائرة الصراع والمواجهة وإهتمامها بأدق التفاصيل، قد جعل منها ”أي المقاومة الايرانية” ضليعة ومتمرسة وذات خبرة واسعة جدا بالامور والاوضاع المختلفة في الواقع الايراني، ولذلك فإن هذا الاهتمام ببرنامج السيدة رجوي وبطروحات وأفكار المقاومة الايرانية، إنما يأتي من حيث إنها الى جانب إنها نالت ثقة الشعب الايراني فإنها قد نالت الثقة الدولية أيضا بهذا المضمار.
سعاد عزيز/ کاتبة مختصة بالشأن الإيراني