
شمس برس/ أعطى الجفاف وأزمة المياه في محافظة سيستان وبلوشستان لنظام الملالي الحاكم في إيران فرصة ذهبية لتهجير سكان هذه المحافظة المعروفة بكثرة انتفاضاتها ومظاهراتها، ويبدو أن خامنئي قرر إجبار الأهالي على الخروج من مسقط رأسهم وبيئتهم التاريخية والطبيعية بصمت وبمساعدة أزمة المناخ، وبالتالي أصبح السكان بين مطرقة النظام وسندان الجفاف.
وكان خامنئي على علم بأزمة المياه في محافظة سيستان وبلوشستان منذ بداية حكمه، لكنه لم يفعل أي شيء لحل هذه الأزمة، والآن تفيد التقارير أن القرى المهجورة في هذه المحافظة الشاسعة أصبحت خالية بسرعة من القرويين، وحتى مواطنو زابل، وهي المدينة المركزية في منطقة سيستان، انضموا الآن إلى المهاجرين غير المرغوب فيهم، وهذه الأزمة موجودة إلى حد ما في الجزء الجنوبي من الإقليم، أي بلوشستان.
ومؤخراً كتبت صحيفة جهان صنعت الحكومية في تقرير حول أزمة التهجير في مناطق مختلفة من محافظة سيستان وبلوشستان :” ان قرى سيستان الحدودية تفرغ تدريجيا ويترك الناس منازلهم وينزحون إلى مدن أخرى بحثا عن حياة، مثل أهالي قرية قرقري في منطقة هيرمند، التي تبعد مسافة قصيرة عن الأراضي الرطبة وحدود إيران وأفغانستان، وجفاف بحيرة هامون يحولها تدريجياً إلى قرية بلا أهل، كان في القرية 120 عائلة في الأيام التي كانت مليئة بالمياه وكانت في حالة جيدة، لكن لم يتبق الآن سوى 20 عائلة ورحل الباقي، أولئك الذين بقوا لا يمكنهم سوى الاحتفاظ بعدد قليل من الحيوانات الصغيرة لأنه لم يبق ماء للحفاظ على حياتها، وخسر 90% من السكان أعمالهم التي تتمثل في صيد الأسماك والزراعة، وغادر بعضهم القرية على أمل العثور على حياة أخرى، لم تعد هناك أخبار عن صيادي هيرمند، لقد تحركوا جميعاً وغادروا، ومن المحتمل أن يكون أكثر من 10 آلاف شخص قد هاجروا من زابل في الأشهر الأخيرة، يمكن أن تؤدي هذه المشكلة إلى موجة كبيرة من الهجرة كما حدث في الأربعينيات وتتسبب في مغادرة سكان سيستان وبلوشستان المنطقة “.
ولنضع هذا الواقع المناهض للوطنية والإنسانية بجانب خطط خامنئي لتشريد مواطني سيستان وبلوشستان إلى المناطق والمدن الساحلية على طول بحر عمان، وهو الإجراء الذي تم الإعلان عنه وقرر نقل المواطنين إلى هذه السواحل ومناطق أخرى من مكران، وهي سياسة تشكل عنصراً مهماً في مغامرات خامنئي السياسية على ساحل المحيط القريب من إيران.
ويرى المراقبون أن خامنئي يريد من خلال سياسة تفريق أبناء الوطن في تلك المنطقة بناء موانئه العسكرية التجارية الخاصة، وتخليص نفسه من انتفاضة أبناء الوطن في هذه المحافظة من خلال الاعتماد على الإجراء الذي بدأ بعد فشل خطة تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان.