
شمس برس/ لقد جرّب الغرب استخدام سياسات متعددة ومختلفة في التعامل مع النظام الدكتاتوري الحاكم في إيران منذ أربعة وأربعين عاماً، وكانت تلك السياسات بمجملها فاشلة وغير مجدية، ولكن أكثرها فشلاً وضرراً للشعب الإيراني ولشعوب المنطقة التي اكتوت بنيران إرهاب عصابات الملالي هي سياسة الاسترضاء والمجاملة.
إن سياسة الاسترضاء التي قام الغرب بإتباعها منذ أواسط العقد التاسع من الالفية الماضية، ولحد الان لم تفشل فقط في تحقيق الأهداف والغايات المنتظرة منها، بل إنها تسببت أيضاً في آثار وتداعيات بالغة السلبية، من أهمها وأخطرها إنها تساهم في تقوية النظام وضمان بقائه، کما إنها تسببت بمضاعفة آلام ومعاناة الشعب الايراني من جراء بقائه واستمراره، خصوصاً بعدم محاسبته على الجرائم والانتهاکات الفظيعة التي قام ويقوم بها على مختلف الاصعدة.
منذ بداية قيام البلدان الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا بإتباع هذه السياسة الفاشلة، فقد دأبت المقاومة الايرانية عموماً والسيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، على التحذير من هذه السياسة وضرورة تغييرها مع التشديد على إن هذا النظام لايمكن أبداً أن يفهم أية لغة أو منطق وأسلوب في التعامل سوى الأسلوب المبني على أساس إستعمال القوة.
والملفت للنظر إن السيدة رجوي، ظلت في مختلف المناسبات والمٶتمرات المنعقدة، تسلط الأضواء على هذه السياسة الفاشلة والتي تلحق أفدح الاضرار بنضال الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية، وبحسب ما جاء في رسالة متلفزة وجهتها السيدة رجوي الى مٶتمرإيران: بعد عام من الانتفاضة الشعبية، والذي عقد في برلين مؤخرا بمشاركة أعضاء في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات الألمانية، حثت في كلمتها أعضاء البوندستاغ على تبني سياسة أوروبية صحيحة تجاه إيران، مشيرة الى دعم 200 عضو في البرلمان الفيدرالي، وأغلبية أعضاء البرلمان في ولايتي ساكسونيا السفلى وبريمن لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، کما تطرقت الى خطورة إعطاء الفرصة للعملاء السريين ولوبيات الملالي، قائلة ان مهمتهم الأساسية نشر معلومات كاذبة ضد مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والتركيز على كذبة غياب البديل، والدعوة للاستمرار في سياسة الاسترضاء باعتبارها الخيار الوحيد.
واستطردت السيدة رجوي بأن عناوين وأسماء هؤلاء العملاء كانت موجودة في الدفتر الأخضر لأسد الله أسدي، الدبلوماسي الإرهابي التابع لنظام الملالي الذي اعتقل في ألمانيا، لكن لم يتم الكشف عنها، مشددة على ان التسامح مع هؤلاء المرتزقة جزء من سياسة الاسترضاء الكارثية، ولذلك تجد الأكاذيب طريقها إلى الأحزاب السياسية والصحافة. وقطعا فإن الحقيقة المرة التي يجب على البلدان الغربية تقبلها واجتراعها هي إن هذه السياسة کان أولا وأخيرا في خدمة النظام الإيراني ولاسيما من حيث تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لبقائه واستمراره وإن عليها العمل من أجل تغيير هذه السياسة التي تعتبر وبحق ذروة الفشل الغربي في التعامل مع الملف الإيراني.