
شمس برس/ قبل سنوات قليلة، كان خبراء الاقتصاد في إيران يحذرون من مغبة تفشي الفقر المدقع داخل المجتمع والانعكاسات الخطيرة لهذه الظاهرة، واليوم، يبدو أن الأمور خرجت عن السيطرة بعد انتشار ظاهرة الفقر العنيف التي باتت تشكل طبقة اجتماعية جديدة.
في الاونة الأخيرة، جرى تداول تقارير سرية غير قابلة للنشر حول هذا الأمر بين وکلاء نظام ولاية الفقيه :” لقد انتشر الفقر وعدم المساواة في الاقتصاد الإيراني إلى حد أننا نشهد نمو التقارير السرية المصنفة ” ، ومؤخراً طبعاً أجاب مساعد وزير الرعاية الاجتماعية على هذا السؤال :” خط الفقر ترصده 12 مؤسسة، وسبب عدم الإعلان عنه رسمياً هو الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية لهذه الظاهرة “.
*كيف انتشر الفقر العنيف؟
” مما لا شك فيه أن اتجاه التضخم في السنوات الخمس الماضية في البلاد لم يسبق له مثيل، لقد سقطت نار التضخم على بيدر رفاهية الأسرة، وهي تلتهم ميزانيتها بسرعة كبيرة، وفي الفترة من شباط/ فبراير 2017 إلى شباط/ فبراير 2022، ارتفع المستوى العام للأسعار في الدولة بنسبة 446% ، بمعنى آخر، ارتفع مستوى الأسعار أكثر من خمس مرات خلال خمس سنوات ” (دنياي اقتصاد، 8 تشرين الأول/ أكتوبر).
*فئة (مادون الفقر) أو (الفقر العنيف)
كان يقال حتى وقت قريب أن ثلث المضطهدين تحت حكم الفاشية الدينية هم تحت خط الفقر، لكن الآن يعترف خبراء الاقتصاد أن هذا الرقم لا يقل عن خمسين بالمائة ويطلقون عليه ظاهرة الفقر المدقع، فئة الفقر و (الفقر العنيف) ، ويعتبر العديد من الخبراء أن ما لا يقل عن ثلث الشعب الإيراني (28 مليون نسمة) يعيشون تحت خط الفقر ويحذرون من ظهور طبقة (تحت الفقر) وظاهرة (الفقر العنيف).
وتحدث علي ربيعي، وزير العمل الأسبق، عن أن 30% من الناس يقعون في مصيدة الفقر.
وبطبيعة الحال، لدى الخبير الاقتصادي حسين راغفر نظرة أكثر تشاؤماً للقصة، يقول :” لا يبدو أن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر المطلق اليوم أقل من 50% من سكان البلاد ” ، وهذا يعني أن هؤلاء الناس ليس لديهم الحد الأدنى من الحياة البشرية، كما أعلن عن تكوين فئات الفقر تحت الطبقة “. (تجارت نيوز، 8 اكتوبر).
وسبق أن حذّر حجة ميرزايي، المساعد السابق لوزير العمل، من ظهور الفقر المدقع وفقر الوقت، وهذا يعني أنه يتعين على الناس اللجوء إلى وظائف ثانية وثالثة لكسب الدخل، وفي بعض الأحيان يضطرون إلى الاعتماد على وسائل عنيفة لكسب الدخل.
وينعكس هذا الوضع أيضا في التقارير الدولية، حيث احتل نظام الملالي المرتبة 19 من بين 157 دولة بمؤشر 73 في التقرير السنوي الأخير عن حالة مؤشر هان للابتلاء. وهذا يعني أن 18 دولة فقط لديها وضع أسوأ من إيران في هذا المجال، وفي هذه الأثناء، أفادت التقارير أن أوضاع دول مثل رواندا ومدغشقر والجابون وباكستان وغيرها أفضل من إيران من حيث مؤشر البؤس.
*الفقر والتمرد
قبل عدة سنوات، حذّر خبراء ومتخصصون مرتبطون بنظام ولاية الفقيه من أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها أغلبية الشعب الإيراني ستؤدي في النهاية إلى التمرد والعصيان، لم يعد من الممكن تطبيق النظام والأمن ! بدون النظام، يعاني المجتمع نوعاً من الاضطراب الاجتماعي أو الفوضى، وتشير الأدلة إلى أن الميل إلى الحفاظ على النظام الاجتماعي والشرعية منخفض في إيران… ويعد الوضع الاقتصادي أحد العوامل المؤثرة على الفوضى والعنف، في الظروف الاقتصادية والاجتماعية غير المواتية، حيث تنتشر البطالة والفقر وعدم المساواة بشكل كبير، على سبيل المثال، فإن احتمال حدوث اضطرابات واحتجاجات وتمرد أمر محتمل للغاية… نظرة عامة على احتجاجات السنوات الأخيرة والدور الخطير للغاية الذي لعبه الفقراء، وخاصة فقراء الحضر، فيها تشير إلى نسبة عالية من الظلم كسبب لحدوث هذه التوترات “.