
شمس برس/ تزامناً مع يوم الشباب العالمي، تتطلع أنظار العالم اليوم الى شباب إيران الذين هم حالياً على خط المواجهة أمام أعتى دكتاتورية في العالم.
ويرى كثيرون أن يوم الشباب العالمي يجب أن يصبح مناسبة لتكريم شباب إيران الذين نهضوا العام الماضي بشجاعة لنيل حقوقهم وهرعوا إلى الميادين، واستشهد مئات الفتيان والفتيات الإيرانيين واعتُقِل وأُسِرَ الآلاف منهم يقبعون في السجن تحت أنواع التعذيب الذي لا يمكن تخيله، ولوحِظ أن من بين الضحايا هناك أسماء 70 من الفتيات والفتيان ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً، و 100 إمرأة على الأقل.
في البلدان المتقدمة يولى إهتمامٌ خاص بيوم الـ 12 من آب/ أغسطس من أجل التطوير والمساعدة في بناء حياة أفضل لشباب تلك الأرض، ومن أجل تذكر هذا اليوم عندما نصل إلى إيران يتسابق سؤال إلى أذهاننا: هل يمكن تصور وجود مستقبل لشباب الإيراني في إيران التي يتم قمع شعبها وشبابها بشكل خاص كل يوم من قبل نظام الملالي؟ هل يجد شباب إيران أمامه من طريقة من أجل التطور وتحقيق أحلام وتطلعات الحياة في ظل هكذا نظام فاسد ومعادي للشعب؟
إذا وضعنا هذه الأسئلة أمام كل شاب إيراني فإن إجابته ستكون سلبية بالتأكيد، ويمكن التعبير عن ذلك بوضوح من خلال إحصائيات الإدمان العالية والمتسربين من التعليم، والزواج القسري المبكر للفتيات، وعدم تقدم التعليم الأكاديمي للطلاب والتسرب من التعليم، والهجرة غير المسبوقة للنخب والسجن وتعذيب المتظاهرين الشباب في سجون نظام الملالي، وسنجد هناك أنواع وصنوف القيود قد وُضِعت بشكل خاص من أجل فتيات ونساء إيران الشابات.
كانت إحدى الأمثلة المروعة لأوضاع شباب إيران هو الهجوم المنهجي بالغازات السامة في المدارس في عامي 2022 و 2023 تلك التي استهدفت المدارس الثانوية ومدارس الفتيات في معظم الحالات، وعلى الرغم من وصف وزارة مخابرات النظام لأحداث عمليات التسميم المنهجية في مدارس البنات الإبتدائية والثانوية على أنها نتاجٌ لـ عبث ومغامرات الطلاب، ولكن في بلد يتم فيه التحكم في جميع جوانب حياة الشعب فإن الأجهزة الأمنية ولمدة ستة أشهر غير قادرة على التحكم بهذه “المغامرة ” الأمر الذي يُرجِع بأصابع الإتهام إلى النظام نفسه وما يُسمى بـ قوات حرس خامنئي، وقد فعل نظام الملالي ذلك في الواقع لحرف أنظار الرأي العام عن مسارها، والحيلولة دون قيام الثورة والاحتجاجات الأخرى والانتقام من الدور النشط والموسع للطالبات في الانتفاضة الوطنية بعام 2022.
شباب إيران يتحدون بشجاعة القمع والاضطهاد
الشاب الإيراني هو تلك النار الكامنة تحت الرماد الذي صمم بأي ثمن على سحل سُلطة حكم ولاية الفقيه الفاسدة الظالمة لجعل إيران دولة حرة متقدمة.
لقد أثبت هؤلاء الشباب وعلى وجه الخصوص النساء الشابات في انتفاضة 2022 أنهم لن يخضعوا تحت وطأة ظلم وقمع نظام الملالي، وكان طلاب الجامعات في طليعة انتفاضة عام 2022، وقد شهدت في المتوسط 100 جامعة كل يوم مشاهد احتجاجات للشباب الإيراني في جميع أنحاء إيران، وقد بلغ الأمر إلى حد أن قوات نظام الملالي الأمنية قد اعتقلت 60 طالباً على الأقل من طلاب النخبة في هجوم على جامعة شريف الصناعية في طهران واقتيادهم إلى السجن.
كانت الطالبات ناشطات أيضاً في أحداث انتفاضة عام 2022 وقد أقمن مظاهرات في المدارس، وقمن بتمزيق صور خميني وخامنئي من كتبهن ورددن شعارات ضد النظام، هذا وقد كان رد فعل النظام وحشياً على هذه الاحتجاجات، وفي مدرسة ثانوية تمدن للبنات في بوكان تم اقتحام المدرسة الثانوية هذه بمركبات مدرعة والهجوم على الطلاب، وكانت إسراء بناهي 15 عاماً إحدى الطالبات اللائي فقدن أرواحهن إثر التعرض للضرب الشديد والتنكيل.
قلق نظام الملالي من إنضمام الشباب الإيراني إلى وحدات المقاومة
لم تُسكِت عمليات القمع والاعتقال والتعذيب الوحشي الشباب الإيراني قط لا بل أتت أيضاً بأجيال لتؤدي دوراً خاصاً في النضال من أجل الحرية، وهؤلاء الشباب هم شباب وحدات المقاومة الذين يواصلون احتجاجاتهم كل يوم على الرغم من وجود المخاطر ولا يسمحون بإطفاء نار الانتفاضة، وتؤدي الشابات الإيرانيات في هذا الجهاز المنظم واجباً وحملت الفتيات نفسها في كل احتجاج وانتفاضة الشعارات الثورية الحماسية إلى الشوارع ضد هذا النظام المعادي للمرأة ودعت الشعب لمواجهة القوى القمعية، وقد كن مسؤولات أيضاً عن تنظيم الانتفاضة ، وفي انتفاضات السنوات 2017 و 2019 و 2022 كن قد عملن بطريقة أجبرت وسائل الإعلام الحكومية على الاعتراف بميادينهن.
ولقد كانوا باستهداف مراكز النظام القمعية الكريهة في المجتمع مصدر إلهام وتشجيع وقدوة ونموذج يُحتذى به لدى الشباب الإيراني، وكتابة الشعارات على جدران المدن هو تقليد احتجاجي آخر تعلمه الشباب من وحدات المقاومة هذه المنتشرة في كافة ربوع المدن الإيرانية ويعبرون عن كراهيتهم في كل يوم من خلال كتابة شعارات احتجاجية بحق هذا النظام الظالم الكريه.
تتمثل رغبة الشباب الإيراني في المجتمع الدولي في دعم مقاومتهم ونضالهم ضد دكتاتورية نظام الملالي الوحشية والإعتراف الرسمي بحق الدفاع عن أنفسهم في مواجهة ما يسمى بـ قوات حرس خامنئي.
يقوم شباب إيران بتهيئة الأرضية عشية الذكرى السنوية لانتفاضة سنة 2022 من أجل تأجيج الانتفاضة مرة أخرى، وشعارهم هو استعادة إيران في عام 2023.