
شمس برس/ قامت القوات الأمنية التابعة للنظام الإيراني بفرض إجراءات مشددة على ذوي شهداء الانتفاضة لمنعهم من إقامة مراسم عزاء في الذكرى السنوية لاستشهاد أبنائهم، شملت مداهمة مراسم العزاء واعتقال أفراد من أسر الشهداء ومحاصرة المقابر.
وفي 21 أيلول/ سبتمبر، هاجمت قوات أمن الدولة التابعة للنظام الإيراني تجمُّعاً أقيم عند قبر محسن قیصري في إيلام، وهو أحد المتظاهرين الذين قتلتهم قوات الأمن خلال انتفاضة 2022، واعتقلت قوات الأمن شقيق هذا المتظاهر المقتول مع عدد من المواطنين الآخرين، وانهالوا عليهم بالضرب المبرح وتعرض بعضهم لإصابات، وفي المساء، داهمت القوات أيضًا منزل عائلة جواد حيدري، وهو متظاهر قُتل أيضًا، في قرية رحمت آباد بمقاطعة قزوين، واعتقلت والده البالغ من العمر 70 عامًا وشقيقيه.
وتشير التقارير إلى أن قوات الأمن الخاصة منعت مراسم تأبين المتظاهرين في 19 مدينة على الأقل في إيران، بما في ذلك طهران، خرم آباد، كرمانشاه، إسلام آباد غرب، قوجان، دیواندره، شهريار، كرمسار، باكدشت، كرج، سقز، أشنوية، أرومية، رشت، ساري، آمل، نوشهر، قزوين وإيلام.
وأفادت فاطمة حيدري، شقيقة جواد حيدري، في 21 أيلول/ سبتمبر أن قوات الأمن ألقت القبض على والدها البالغ من العمر 70 عاماً وشقيقيها.
ووفقا للسيدة حيدري، نتيجة للهجوم الذي شنته قوات الأمن الخاصة على منزلهم في قرية رحمت آباد، قزوين، أصبحت الحالة الصحية لوالدتها حرجة وتم نقلها إلى المستشفى وإبقاؤها فيها لعدة ساعات.
جواد حيدري كان مهندساً زراعياً ومتظاهرًا قُتل في 22 أيلول/ سبتمبر 2022 برصاص مباشر من قوات أمن النظام خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد في محافظة قزوين غرب طهران.
ومع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل جواد حيدري، دخلت قوات الأمن، الخميس، القرية التي تقيم فيها عائلة حيدري ومكان قبره بعدة مركبات، وقاموا باعتقال والد جواد وإخوته في محاولة للضغط على هذه العائلة المكلومة ومنع إقامة مراسم ذكرى استشهاده.
مرة أخرى، دخل العشرات من قوات الأمن قرية رحمت آباد يوم الجمعة 21 أيلول/ سبتمبر و”هاجموا منزل جواد حيدري بالرصاص والغاز المسيل للدموع، وضربوا أفراد عائلته في ذكرى وفاة أحبائهم” وأبقوا أفراد هذه العائلة محتجزين في منزلهم لساعات.
في غضون ذلك، نفى عباس كاظمي، نائب حاكم محافظة قزوين للشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية، مقاطع الفيديو التي أظهرت بوضوح قوات الأمن الخاصة أمام منزل عائلة جواد حيدري وهي تطلق الغاز المسيل للدموع على المنزل، ووصف تواجد هذه القوات بـ” حماية السكان المحليين” من “الدعوة الاستفزازية” للاحتجاجات.
وزعم كاظمي أن “قطع الإنترنت عن قرية رحمت آباد وضرب وإصابة أفراد من عائلة جواد حيدري وأقاربهم” غير صحيح.
وتم اعتقال ثلاثة أفراد من عائلة جواد حيدري، بينما تعرضت عدة عائلات أخرى من المتظاهرين القتلى، بما في ذلك عائلة محسن قیصری، للهجوم والاعتداء من قبل قوات الأمن في مدينة إيلام يوم الجمعة.
وبحسب موقع هنغاو لحقوق الإنسان، فإن قوات الأمن الخاصة اعتقلت محمد حسين قیصري، شقيق محسن قیصري الذي قُتل خلال الاحتجاجات، من خلال مهاجمة المشاركين في مقبرة بهشت رضا الواقعة في بلدة هانيفان يوم الجمعة 22 أيلول/ سبتمبر.
محسن قیصري متظاهر شاب، قُتل في 21 أيلول/ سبتمبر 2022، خلال الأيام الأولى للاحتجاجات في مدينة إيلام، نتيجة إطلاق النار المباشر عليه من قبل قوات الأمن.
وبحسب هنكاو، كانت عائلة قیصري تقيم مجلس عزاء يوم الجمعة 21 أيلول/ سبتمبر لإحياء ذكرى استشهاد محسن عندما تعرضت لهجوم من قبل قوات الأمن.
وبالإضافة إلى “الاعتقال المؤقت” لشقيق محسن، اعتقلت قوات الأمن أيضًا عدة أفراد آخرين ممن حضروا الحفل، وفي الوقت نفسه تعرض عدد من الحاضرين للضرب المبرح والإصابات وتم نقلهم إلى مستشفى في إيلام، وتم الإبلاغ عن حالة العديد من هؤلاء المصابين على أنها “حرجة للغاية”.
وتُظهر مقاطع الفيديو المنشورة من الشوارع المحيطة بمقبرة باكدشت في محافظة طهران، تمركز العشرات من أفراد القوات الخاصة في المنطقة، ومنعوا الوصول إلى قبري اثنين من المتظاهرين، هما محمد رضا إسكندري ومحسن بازوكي، حتى لعائلتيهما.
وفي الوقت نفسه، كتبت شبنم إسكندري، شقيقة محمد رضا إسكندري، عبر حسابها في X (تويتر سابقاً) أنه : “تم إلغاء عزاء أخي يوم الجمعة”.
في هذه الأثناء، تشير التقارير إلى أنه يوم الجمعة في العديد من المدن، بما في ذلك كرمانشاه وإسلام آباد وإيلام وقوجان وديواندره وشهريار ورامين وكرج، منعت قوات الأمن الحكومية مراسم إحياء ذكرى المتظاهرين القتلى من خلال ممارسة الضغط على عائلاتهم ونشر عدد كبير من القوات حول المقابر.
وفي مقاطعتي جيلان ومازندران، حيث اعتقلت القوات الحكومية سابقًا العديد من عائلات المتظاهرين القتلى، تم أيضًا منع مراسم إحياء ذكرى المتظاهرين القتلى يوم الجمعة.
ولا تزال فرزانة برزه كار، والدة عرفان رضائي، وكذلك وحيد كيا ومعصومة أزري في نوشهر، ومهسا يزداني في ساري، رهن الاعتقال.
كما نشرت فاطمة مجتبائی، والدة غزالة جلابی، قتيلة المتظاهرين في آمل، عبر حسابها على إنستغرام في ذكرى وفاة ابنتها، مشيرة إلى الضغوطات والتهديدات المتزايدة، قائلة: “النظام القضائي والشرطة والأجهزة الأمنية، لقد تآمر الجميع لترهيبنا، نحن العائلات المكلومة”.
وتتزايد الضغوط على أهالي المتظاهرين منذ فترة طويلة قبل ذكرى وفاة مهسا أميني في عهدة قوات أمن الدولة، كما لم يتم منح أسرة مهسا أميني الإذن بإقامة مراسم تأبين يوم 16 أيلول/ سبتمبر.