
شمس برس/ افتتح النظام الإيراني العام الدراسي الجديد بقرار إقالة 20 ألف من مدراء المدارس في عموم إيران، بحسب ما أعلن وزير التربية والتعليم في نظام الملالي، ويتماشى هذا الإجراء مع خطة طرد أساتذة الجامعة وقمع الطلاب والأساتذة المحتجين.
واعترف وزير التربية والتعليم خلال كلمته أمام المؤتمر الرابع عشر لاتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية بالتطهير الكبير الذي شهدته هذه الوزارة، وقال :” تم هذا العام تغيير ما يقرب من 20 ألف مدير مدرسة من أجل تطوير المدارس، وتم تحديد 7000 مدرسة على طريق التحول، وسنبدأ أنشطتنا في 5000 مدرسة هذا العام “. (وكالة أنباء الطلبة، 22 أيلول/ سبتمبر).
وبذلك يكون الوزير المذكور قد أعلن عن تغيير ما لا يقل عن 5 آلاف مدير لمدارس أخرى، وبالطبع تجدر الإشارة إلى أن هذا التطهير سيشمل في المستقبل أيضًا حالة طلاب المدارس. كما أشار صحرايي إلى إنشاء مؤسسات القمع في المدارس تحت عنوان (النواة الثورية الصلبة) ، ودعا طلاب الباسيج الى التعاون في قمع الطلاب والمعلمين المتظاهرين في المدارس، وقال :” التوقع الرئيسي من طلاب النواة الثورية هو أن يعملوا معًا دائمًا “. (إسنا 22 سبتمبر).
ما سبب إقالة مديري المدارس؟
إن النقطة غير المعلنة من كلام وزير التربية والتعليم هي سبب إقالة هؤلاء المديرين. في العام الماضي، أدى انضمام الطلاب إلى الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022 إلى منحها ذروة جديدة وخلق الكثير من الذعر بين قادة النظام. وتواجد ضباط الأمن في المدارس وطلبوا التعريف بالطلاب المحتجين، والمديرون المفصولون هم الذين رفضوا التعاون مع رجال الأمن.
ويذكرنا هذا القدر من الفصل خلال عام واحد بالتطهير الدموي للمعلمين والطلاب في أوائل الثمانينات، في تلك السنوات، قام قادة النظام، من أجل فرض حكمهم القمعي على المدارس، بتصفية الطلاب والتربويين المجاهدين المناضلين، وقد قُتل العديد من هؤلاء الطلاب والمدرسين في عمليات الإعدام العمياء في الثمانينات.
فشل الخطط القمعية في المدارس
والآن، بعد مرور ما يقرب من 40 عامًا، عاد رؤساء النظام، خوفًا من الإطاحة بهم، إلى اضطهاد الطلاب والتربويين مرة أخرى، وبالطبع، ونظراً لظروف المجتمع المتفجرة، فقد أقر وزير التربية والتعليم بفشل مخططاته القمعية، كما حذر طلاب الباسيج قائلاً :” أعزائي الطلبة، عليكم أن تعلموا أنه إذا كنتم في طريق الدفاع عن القيم، فإن هناك صعوبات أيضًا “. (إسنا، 22 أيلول/ سبتمبر).
وفي العقود الأربعة الماضية، حاول قادة النظام فرض ثقافتهم الرجعية على طلاب المدارس من خلال تغيير نصوص الكتب المدرسية، وإدخال قوات المخابرات والأمن تحت مسمى المعلمين التربويين، وطرد الطلاب والتربويين المحتجين، الخ. وأظهرت المشاركة الواسعة للطلاب في الاحتجاجات المناهضة للحكومة وارتفاع عدد الشهداء والجرحى في الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022، أن جهود الحكومة للسيطرة على المدارس قد باءت بالفشل، لقد كان الطلاب دائمًا أحد المكونات الرئيسية للاحتجاجات المناهضة للنظام. إن جهود قادة النظام، كما سبق أن قال الوزير المجرم، ستفشل ولن تؤدي إلا إلى إضعاف هذا النظام.