
شمس برس/
كلما اقترب موعد الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة سبتمبر الإيرانية يزداد قلق النظام الإيراني من احتمالات تفجر انتفاضة جديدة قد تكون أكثر قوة من سابقتها.
من جهة اخرى، إن العجز الواضح جدا وعدم تمکن نظام الملالي من الخروج من مستنقع الازمة العالق فيها ولاسيما بعد تنصيب السفاح ابراهيم رئيسي من قبل خامنئي وإعتباره وحكومته التي شكلها منذ أکثر من سنتين، بمثابة المنقذ للنظام والقادر على إخراجه من مستنقع الازمة العالق فيه، صار واضحا وبصورة جلية، خصوصا وإن الاوضاع وکما يبدو منذ مباشرة حكومة رئيسي بأعمالها، تسير من سيء الى أسوأ، وإن سوء الاوضاع ودرجة ردائتها وصلت الى حد صارت أوساط النظام تتناوله وتتحدث بشأنه.
إن خوف النظام المتزايد يأتي مع قرب حلول الذکرى الاولى لانتفاضة 16 سبتمبر 2022، والتي زعزعت النظام، وإن استمرار تفاقم الأوضاع وعدم معالجة الازمة العميقة للنظام، يجعل أوساط النظام مقتنعين أکثر من غيرهم بإندلاع إنتفاضة شعبية قوية أخرى ضد النظام ولاسيما وإن رئيسي قد زاد الطين بلة ولم يفِ بوعوده کما جاء في تقرير نشرته صحيفة (إنصاف نيوز) الحكومية الذي تم نشره مع إقرار خامنئي بوصول المجتمع الى مرحلة الانفجار في ظل الازمة المعيشية، حيث أکد من إنه ”خلال حملات الانتخابات الرئاسية قدم رئيسي العديد من الوعود، لكن لم يتم تنفيذ أي منها تقريبا، بدءً من وعد بناء مليون وحدة سكنية كل عام، ومرورا بعدم إغلاق الفضاء الإلكتروني” ، وقالت الصحيفة بأن عدم الإيفاء بوعوده کافٍ لعزله من منصبه!
وبنفس السياق ولكن بخوف أکبر، نقل موقع (إعتماد أونلاين) الحكومي عن خبير للنظام وهو يشير الى مدى تحامل الشعب على النظام وتوسع قاعدة الرفض ضده، من إنه :” يظهر السخط في الشارع عندما يتراكم، ولسوء الحظ ارتبطت المظالم المعيشية والاقتصادية بالمظالم السياسية وإغلاق الهامش السياسي، ورأينا اخيرا استمرار الاحتجاجات في الشوارع لمدة 6 أشهر تقريبا، نحن نواجه طبقات مختلفة من الناس، تجاوز جزء من الناس كل الاعتبارات ولا يفكرون في أي شيء سوى إسقاط النظام”.
لکن الأمَرّ والأدهى هو ما قد جاء من تحذير غير اعتيادي في موقع (هم ميهن) ، عندما أشار إلى ضياع الفرص قائلا “ان أطفال هذه الأرض سيدينوننا جميعا”، موضحا ان فشل الحكومة لن يفيد احدا “بما في ذلك نحن” كما يشدد على ان “لعبتنا مع هذه الحكومة أو أية حكومة أخرى ليست لعبة صفر وواحد يخسر فيها طرف ويفوز الآخر، وحالنا مثل ركاب الطائرة أو السفينة التي نحن جميعا على متنها، يستفيد الركاب من الوصول إلى وجهتهم بقدر استفادة قائدها” والحقيقة إن سر حالة الخوف والهلع هذه السائدة في داخل أوساط النظام، هو إحتمال إندلاع إنتفاضة شعبية أخرى ولاسيما وإن کل أسبابها وعواملها وشروطها متوفرة بالكامل!