
شمس برس/ قد يکون هناك بعض الخلاف بشأن سمات النظام الايراني ومايعول عليه أکثر من أي شئ آخر، لکن من الواضح إطلاقا إنه ليس هناك من أي إختلاف بشأن کونه نظام قمعي تعسفي لايتوانى عن إرتکاب أفظع الجرائم وأسوئها ضد الشعب الايراني عندما ينتفض بوجهه مطالبا بحقوقه.
النظام الايراني المبني والمستند أساسا على نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية، أسس لنظام کهنوتي يشبه في أساليبه وطرقه من حيث التعامل مع الشعب الايراني النظام القمعية البائدة في العصور الوسطى، ولأنه کان يدرك منذ البداية مواجهته لرفض شعبي واسع، فقد عول على الممارسات القمعية أکثر من أي شئ آخر، وهو ومن أجل أن يضمن بقائه وإستمراره فقد طفق بتصدير أزماته ومشاکله لبلدان المنطقة والعالم کما إنه عمل ويعمل أيضا على عسکرة إيران والسعي من أجل إمتلاك أسلحة الدمار الشامل، وکل ذلك من أجل أن يضمن بقائه.
ومن دون شك فإن هذا النظام لم يترك اسلوبا أو طريقة في إستخدام القمع ضد الشعب إلا وقام بإستخدامها وحتى إن مجزرة صيف 1988 ضد السجناء السياسيين والمجازر والفظائع التي إرتکبها بحق1550 من المنتفضين في 15 نوفمبر2019، وکذلك إرتکابه للجمعة الدامية بحق أهالي زاهدان في 30 سبتمبر2022، وغيرها مما لايمکن عدها وتحديدها في هذا المجال الضيق، لکن، هل تمکنت کل هذه المجازر والجرائم من ثني الشعب وإرعابه لکي يترکه وشأنه؟ من دون شك إن النظام وقبل الجميع يدرك فشله وإخفاقه بهذا الصدد، إذ أن دائرة الرفض والمواجهة ضد النظام آخذة في التوسع وليس التقلص، بل إن الانکماش السياسي والاقتصادي الذي صار من سمات ومميزات النظام وبشکل خاص خلال عهد ابراهيم رئيسي، إنما هو بسبب المواجهة والرفض الشعبي العارم ضده.
النظام الايراني ومنذ اليوم الاسود لقيامه يعيش ضمن نطاق الفعل ورد الفعل، فهو يحاول من خلال توظيف ممارساته القمعية ضد الشعب إرعاب الاخير وجعله يتخلى عن مواجهته والوقوف ضده وبذلك يجعل من نفسه أمرا واقعا لايمکن أبدا من القيام بأي شئ ضده، لکن إنتفاضة 16 ستمبر2022، التي إندلعت بعد 44 عاما من الاستخدام المفرط للممارسات القمعية أثبتت عدم جدوى إستخدام القسوة والعنف المفرط ضد الشعب الذي طفح به الکيل من سياسة الحديد والنار المستخدمة ضده دونما رحمة ولذلك فإنه وبعد أن توضح له بأن هذا النظام يسلبه کل شئ رويدا إذ بعد سلبه حريته فإنه قد جعل من حياته المعيشية جحيما لايطاق، وبطبيعة الحال فإن شعبا فقد کل شئ ولم يبق سوى القيود والاغلال في يديه ورجليه فإنه ولکي يجهز على هذا النظام ويمسحه من دنيا الوجد لم يعد أمامه من شئ ليخسره إلا القيود والاغلال!
* حسین عابدینی نائب مدیر مکتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريظانيا